عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-30-2020, 12:33 AM
الغالي متواجد حالياً
اوسمتي
147 
 
 عضويتي » 9
 جيت فيذا » Jul 2020
 آخر حضور » اليوم (06:01 PM)
مواضيعي » 7427
آبدآعاتي » 147,383 [ + ]
تقييمآتي » 1000
الاعجابات المتلقاة » 1673
الشكر المتلقاة » 122
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Qatar
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 48 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق ♔
 التقييم » الغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud of
 
افتراضي تفسير الزركشي لآيات من سورة المدثر



تفسير الزركشي لآيات من سورة المدثر
د. جمال بن فرحان الريمي









﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ [المدثر: 5]

قال ابن فارس[1]: كل حرف في القرآن من "رجز" فهو العذاب، كقوله تعالى في قصة بني إسرائيل ﴿ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ ﴾[2]، إلا في سورة المدثر ﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ [المدثر: 5]، فإنه يعني: الصنم فاجتنبوا عبادته[3].




وقوله تعالى: ﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ [المدثر: 5] أي: عبادة الأصنام؛ لأن العذاب مسبّب عنها[4].

﴿ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ﴾ [المدثر: 8]

قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ﴾ [5]، فالعامل في "إذا" ما دل عليه قوله: ﴿ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ﴾ [6]، والتقدير فإذا نقر في الناقور صعب الأمر[7].




﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴾ [المدثر: 11]

قال رحمه الله: قيل في قوله تعالى: ﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴾ [المدثر: 11]، إنه الوليد بن المغيرة[8].




قوله تعالى: ﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴾ [المدثر: 11]، فإنه يحتمل أن يكون خلقته وحيدًا فريدًا من ماله وولده، وفي الآية بحث آخر وهو أن أبا البقاء[9] أجاز فيها وفي قوله: ﴿ وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ ﴾[10]، أن تكون الواو عاطفة، وهو فاسد؛ لأنه يلزم منه أن يكون الله قد أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتركه، وكأنه قال: اتركني واترك من خلقت وحيدًا، وكذلك اتركني واترك المكذبين، فيتعين أن يكون المراد: خل بيني وبينهم، وهي واو "مع" كقوله: "لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها"[11].



﴿ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴾ [المدثر: 19، 20]

قوله تعالى: ﴿ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴾ [المدثر: 19، 20]، فأعيد تعجبًا من تقديره وإصابته الغرض، على حد قاتله الله ما أشجعه![12] فإن قلت: ما معنى "ثم" الداخلة في تكرير الدعاء؟ قلت: الدلالة على أن الكرّة الثانية من الدعاء أبلغ من الأولى[13].



﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ﴾ [المدثر: 24]

قال رحمه الله: قد حكى الله عن بعض مردتهم -وهو الوليد بن المغيرة المخزومي- أنه لما طال فكره في القرآن، وكثر ضجره منه، وضرب له الأخماس من رأيه في الأسداس، فلم يقدر على أكثر من قوله: ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ﴾ [المدثر: 25]؛ عنادًا وجهلا ًبه، وذهابًا عن الحجة وانقطاعًا دونها[14].



وقال رحمه الله في مبحث "القدر المعجز من القرآن": الوليد بن المغيرة- لعنه الله- كان سيد قريش وأحد فصحائهم لما سمعه أخرس لسانه، وبلد جنانه، وأطفئ بيانه، وقطعت حجته، وقصِم ظهره، وظهر عجزه، وذهل عقله، حتى قال: فد عرفنا الشعر كله هَزَجه ورجزه، وقريضَه، ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر! قالت له قريش: فساحر؟ قال: وما هو بساحر، قد رأينا السُّحار وسحرهم، فما هو بنفثه ولا عقده، والله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، وإنه ليعلو ولا يعلى، سمعت قولاً يأخذ القلوب، قالوا: مجنون؟ قال: لا والله ما هو بمجنون، ولا بخَنْقه ولا بوسوسته ولا رعشته، قالوا: كاهن؟ قال: قد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكهان ولا بسجعهم، ثم حملته الحمية فنكص على عقبيه وكابر حسَّه فقال: ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ﴾ [15].




﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ﴾ [المدثر: 31]

قال ابن فارس[16]: كل ما في القرآن من "أصحاب النار" فهم أهل النار، إلا قوله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ﴾ [المدثر: 31] فإنه يريد خزنتها[17].




﴿ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴾ [المدثر: 32]

قال رحمه الله: "كلا" تكون بمعنى حقًا، صلة لليمين، كقوله: ﴿ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴾ [18].





﴿ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ﴾ [المدثر: 36]

قوله تعالى: ﴿ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ﴾ [المدثر: 36]، فإن كان ﴿ نَذِيرًا ﴾ [المدثر: 36] بمعنى المنذر، فهو مثل: ﴿ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾ [هود: 107]، وإن كان بمعنى الإنذار، فاللام مثلها في: "سقيا لزيد"[19].





﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 48]

قوله تعالى: ﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 48]، أي لا شافعين لهم فتنفعهم شفاعتهم، ومنه قول الشاعر:

على لاحِبٍ لا يُهتدى لمناره[20]



أي: على طريق لا منار له، فيهتدي به، ولم يكن مراده أن يثبت المنار فينتفي الاهتداء به[21].




﴿ كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ﴾ [المدثر: 54]

قال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبدالملكرحمه الله: وسمَّاه -أي القرآن-تذكرةً، فقال: ﴿ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ﴾ [المدثر: 54] [22].





[1] أفراد كلمات القرآن العزيز بن فارس ص/ 11.




[2] سورة الأعراف:134.




[3] البرهان: جمع الوجوه والنظائر 1/ 87.




[4] المصدر السابق: بيان حقيقته ومجازه - المجاز الإفرادي 2/ 162.




[5] سورة المدثر: 8-9.




[6] سورة المدثر: 9.




[7] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - إذا 4/ 126.




[8] المصدر السابق: علم المبهمات 1/ 119.




[9] إملاء ما منَّ به الرحمن لأبي البقاء 2/ 273.




[10] سورة المزمل: 11.




[11] البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - الأمور التي تعين على المعنى عند الإشكال 2/ 126 - الواوا الغير عاملة 4/ 265.




[12] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - فوائد التكرير 3/ 14.




[13] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - ثم 4/ 167.




[14] البرهان: معرفة إعجازه 2/ 69.




[15] سورة المدثر: 25-26. البرهان: معرفة إعجازه - القدر المعجز من القرآن 2/ 73.




[16] أفراد كلمات القرآن العزيز لابن فارس ص/ 13.




[17] البرهان: جمع الوجوه والنظائر 1/ 88.




[18] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - كلا 4/ 194.




[19] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - زيادة اللام 3/ 57.




[20] البيت لامرئ القيس وتمامه: (إذا ساقه العود النباطي جرجرا)، نظر: ديوانه، ص/ 64.




[21] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قواعد في النفي 3/ 243.




[22] المصدر السابق: معرفة أسمائه واشتقاقاتها 1/ 193.





رد مع اقتباس