عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-14-2021, 03:03 AM
الغالي متواجد حالياً
اوسمتي
146 
 
 عضويتي » 9
 جيت فيذا » Jul 2020
 آخر حضور » يوم أمس (11:03 PM)
مواضيعي » 7332
آبدآعاتي » 146,100 [ + ]
تقييمآتي » 1000
الاعجابات المتلقاة » 1535
الشكر المتلقاة » 74
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Qatar
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 48 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مطلق ♔
 التقييم » الغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud ofالغالي has much to be proud of
 
افتراضي الثقة بنصر الله تعالى



لحمدُ للهِ الذي أظهرَ دينَه، وأَعزَّ جنده، ونصرَ عبدَه، وصَدَق وعدَه، أحمدُه سبحانَه وأَشكُرُهُ، وأتوبُ إليه وأستغفرُه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحده لا شريكَ له، لا رَادَّ لحُكمِهِ، ولا مُعقِّبَ لأمرِهِ، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه بلَّغ رسالةَ ربِّه، ونصحَ لأمتِهِ، صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليهِ، وعلى آلهِ وأصحابهِ والتابعينَ، ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.



أمَّا بعدُ:

فأوصيكم - عبادَ اللهِ - ونفسِي بتقوَى اللهِ - عزَّ وجل -، فمن أرادَ الفلاحَ فلْيسلُكْ سبيلَ المتقينَ، ومَن أَحبَّ أن يكونَ اللهُ وَليَّه فاللهُ وليُّ المتقينَ، وأَكْرَمُ الناسِ عندَ اللهِ أتقاهُم، والآخرةُ عندَ ربِّكَ للمتقينَ.



أيها المؤمنونَ:

خرجَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم معَ صاحبِهِ وحبيبِهِ أبي بكرٍ رضي اللهُ عنه مُهاجِرَيْنِ إلى المدينةِ النبويةِ، في ظروفٍ غايةٍ في الصعوبةِ.



وحينما علمتْ قُريشٌ أنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم خرجَ مِن مكةَ، أَعلنتْ في القبائلِ أنَّ مَن يَأتِ بهِ حَيًا أو مَيتًا، فله مائةٌ مِن كَرائمِ الإبلِ، وكانَ سُراقةُ بنُ مالكٍ فَارسًا مِن فُرسانِ قَومِهِ المَعدودينَ، وكانَ طويلَ القَامةِ عَظيمَ الهَامَةِ بَصيرًا باقتفاءِ الأثرِ، صَبورًا على أهوالِ الطريقِ، فلمَّا سَمعَ بالنُّوقِ المائةِ، اشْرَأَبَّتْ إليهَا أطمَاعُه، واشتدَّ عليها حِرصُه، وخرجَ يَقتفِي أثرَهُمَا.



أَدركَ سُراقةُ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم وصاحبَهُ، فمدَّ يدَه إلى قوسِه، فجَمَدَتْ في مكانِها، لأنَّه رأَى قَوائم فرسِهِ تَسِيخُ في الأرضِ -أي تغوصُ- ويتصاعدُ الغُبارُ مِن بينِ يَدَيْهَا، ويُغطِّي عَينَيْهِ وعَيْنَيْهَا، فالتفتَ إلى الرسولِ صلى الله عليه وسلم وصاحبِهِ، وقال بصوتٍ ضَارِعٍ: يا هَذانِ، ادعوا لي ربَّكُما ليُطلِقَ قَوائمَ فَرسِي ولكمَا عليَّ أنْ أَكفَّ عنكُما، فدعا له النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأَطلقَ اللهُ له قَوائِمَ فرسِهِ، لكنَّ أطمَاعَه مَا لَبثتْ أنْ تحرَّكَتْ مِن جَديدٍ، فدفعَ فرسَهُ نحوهما مرةً ثانيةً، فسَاخَتْ قوائِمُهَا أكثرَ مِن ذي قَبل، فاستغاثَ بهمَا مَرةً ثَانيةً، فدعا له صلى الله عليه وسلم مرةً ثانيةً فانطلقتْ فرسُه.



ولما همَّ سُراقةُ بالانصرافِ قال له صلى الله عليه وسلم: "كيفَ بكَ يا سُراقةُ إذا لَبِسْتَ سُوَارَيْ كِسرَى؟!" قالَ سُراقةُ: كِسرَى بنُ هُرْمُزَ صَاحبُ القَصرِ الأبيضِ في المدائنِ؟!! قالَ عليه السلام: "نَعم كِسرَى بنُ هرمزَ" وكانَ مِن أقوَى الأقوياءِ في عصرِه. ودَارتِ الأيامُ دَورَتَهَا فإذا بمحمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم الذي خرجَ مِن مَكةَ طَريدًا شَرِيدًا مُستَتِرًا بجُنحِ الظلامِ مَهدورًا دَمُهُ يعودُ إليها سَيِّدًا فاتحًا مُنتصرًا مكرَّمًا ويأتِي سُراقةُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويُعلنُ إسلامَهُ بينَ يَديهِ، وفي آخرِ أيامِ خِلافةِ عمرَ بنِ الخطابِ -رضي الله عنه- قَدِمَ على المدينةِ رُسُلُ سعدِ بنِ أبي وَقاصٍ، يُبشِّرونَ عُمرَ بالفتحِ، ويحملونَ إلى بيتِ مَالِ المسلمينَ الغنائمَ، وكان مِن بينِ هذه الغنائمِ تَاجُ كِسرَى المرصَّعُ بالدُّرِّ، وثِيابُهُ المنسوجةُ بخيوطِ الذهبِ، ووشَاحُهُ المنظومُ بالجوهرِ، وسِوارُاهُ، وما لا حَصرَ له مِنَ النَّفائِسِ، نظرَ عُمرُ إلى هذا كلِّه في دَهشةٍ، وجعل يُقلِّبُها بقضيبٍ كانَ بيدِهِ زُهدًا بها، وقال: إنّ قومًا أدّوا هذا لأمناء، وهنَا دعَا الفاروقُ عمرُ سُراقةَ بنَ مالكٍ فألبسَهُ قميصَ كِسرَى، ووضعَ على رأسِهِ تَاجَه، وألبسَه سِوَارَيْهِ، ثم قال عمرُ لسراقةَ: بخٍ بخٍ أُعَيْرابِيٌ مِن بنِي مُدْلِجٍ على رأسِهِ تاجُ كِسرَى، وفي يَديْهِ سِوارُهُ؟!.



ماذا يعنِي -أيها السادةُ- كلامَ هذا النبيِّ الْمُلْهَمِ المسَدَّدِ صلى الله عليه وسلم؟ يعني أنه سَيصلُ إلى المدينةِ، وسيُنْشِئ كيانًا إسلاميًا ، وسَيحارِبُ أعداءَ المسلمينَ، وسينتصرُ عليهِم، وسَتسقُطُ المدائنُ مَعقِلُ الفُرْسِ، وسَيأتي الجنودُ بتاجِ كِسرى وسِوارَيْهِ.



يعني أنَّ النبيَّ كان وَاثقًا بنصرِ اللهِ، وهكذا ينبغي أن يكونَ شَأنُ المؤمنينَ؛ فاللهُ سبحانه وتعالى لا يتخلَّى عنِ المؤمنينَ، ولا يتخلَّى عن دينِهِ.



اللهمَّ اجعلْنا أَوثقَ خَلقِكَ بك، وامْلأْ قلوبَنَا بحبِّكَ والثقةِ فيكَ والتوكلِ عليكَ، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميعِ المسلمين، إنه هو الغفور الرحيم فاستغفروه.



الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ الذي خلقَ فسوَّى، وقدَّر فهدى، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ المصطفى، وعلى آلِهِ وأصحابِه الأخيارِ الأوفياءِ، أما بعد:

أيها الإخوةُ:

المستقبلُ للإسلامِ، يجب أن نُؤمن بذلكَ، لا يجوزُ إطلاقا أن نَشُكَّ في ذلك بل لا بدَّ أن نَثِقَ بالنصرِ وأنَّ العاقبةَ لهذا الدينِ العظيمِ.



أيها الكرامُ:

ربما يأتي البعضَ هَاجِسُ أنَّ الإِسلامَ آيِلٌ للأُفُولِ أو أنَّهُ حَانَ وَقتُ زَوالِهِ بسَببِ مَا نَراهُ مِن التَّشرذُمِ أو ضَعفِ التَّمكينِ أو هَزيمةٍ هُنا أَو هُناكَ.. وهَذا ظَنٌّ خَاطِئٌ؛ فإنَّنا نَحنُ المُسلِمينَ نَغفُو ولا نَنَامُ، ونَمرَضُ ولا نَمُوتُ، ونَنحَنِي ولا ننكَسِرُ.. وإننا نعتقدُ أنَّ بعد الليلِ فجرًا، وأنَّ مع العُسر يسرًا، أينَ قريشٌ أينَ التَّتارُ والمَغُولُ؟ أينَ الصَّليبيُّونَ الحَاقِدونَ؟! اسأَلُوا التَّاريخَ عَن جَحافِلِ الكُفرِ التي جَاءتْ لتُبِيدَ الإسلامَ فأَبادَهُمُ اللهُ وأَبقَى الإِسلامَ شَامِخًا، وفي ذلك يَقُولُ ربُّنَا: ﴿ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47].



نعَم! لابدَّ أن يعتقدَ كلُّ مسلمٍ بأن المستقبلَ للإسلامِ قطعًا، كيف وقد أَفلسَ الغربُ والشرقُ مِن القِيمِ والمفاهيمِ؟ فالإسلامُ هو الدينُ المرشّحُ للانتشارِ والظهورِ، وهو الدينُ الأكثرُ اقتنَاعًا مِنَ البشرِ وهو الدينُ الأكثرُ انتشارًا في العالمِ الآنَ، هذا في وقتِ ضَعفِ المسلمينَ وتَشرذُمِهِم وركونِهِم إلى الدنيا وتشويهِ أعداءِ الإسلامِ صورتَه النَّاصعةَ. فكيفَ إذا كانَ نَشرُ هذا الدينِ بالتي هي أحسنُ هي أَولَى أَوْلويَّاتِ المسلمينَ حكامًا ومَحكُومينَ؟



عندما تَنقطعُ أسبابُ الدنيا -أيها الأحبةُ- يأتي النصرُ مِنَ اللهِ، حاصَروا الإسلامَ في الأرضِ فأتاهُمُ الإسلامُ مِنَ السماءِ.



اسمعوا أيها الإخوةُ: في دراسةٍ بحثيةٍ أمريكيةٍ أُجرِيتْ على نحوِ مائةٍ وتسعٍ وتسعينَ دولةً، أثبتَتْ أنَّ سَبعٍ وعَشرينَ دَولةً تُصنِّفُ الإسلامَ "دِينا رسميًا للبلادِ"، فيما تُصنِّفُ ثلاثَ عشرةَ دَولةً، تِسعٌ منها فقط في أوروبا "المسيحيةَ كدينٍ رَسمِيٍّ".



وأشارتِ الدراسةُ أنَّ "إسرائيلَ وحدها هي التي تعترِف باليهوديةِ كدينٍ رسميٍّ".



وأكَّدتِ الدراسةُ أيضًا أنَّ الدينَ الإسلاميَّ سيكونُ الدينَ الأكثرَ انتشارًا في العالَمِ بحلولِ عَامِ ألفينِ وستينَ، على خلفيةِ زيادةِ عددِ المسلمينَ بما يعادلُ سبعينَ بالمائةِ، خلالَ تلكَ السنواتِ.



أيها المسلمونَ:

واللهِ، إنَّ المستقبلَ للإسلامِ، لو أحسنَّا العملَ، وصبرنَا على طولِ الطريقِ، إننا نعتقدُ أنَّ الإسلامَ سينتصِرُ؛ تفاءَلُوا بذلكَ.. تفاءلوا بدِينِكُم، تفاءلوا بعودَتِهِ قَريبًا بإذنِ اللهِ، وليكنْ لكَ نَصيبٌ مِن هذا الخيرِ عَبرَ بَذلِ مَا في وُسعِكَ لهذا السبيلِ، قالَ تعَالَى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33].



وصَدقَ الحَبِيبُ صلى الله عليه وسلم حينَ قَالَ: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ" رواهُ أحمدُ.



اللهم نصركَ الذي وعدتَ.



 توقيع : الغالي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس