دعني يا صديقي اعيش عمرا أخرس

في لحظة ما ..
غدت كل الأشياء يا صديقي
أنصافا مكسورة .. فما الحياة سوى صباح آخر
و قهوة سرقت دفئها من عيني أمي .!
في لحظة ما
وضعت قلبي بالعراء ..
كي تذهب به الريح ..
فوجدته صامدا بصلابة الفاتحين ..!
كالخوف الذي يقاسمني عناء الوحدة كشجرة سرو عتيقة ..
تنفطر وسط الدروب الموحشة
كلما دق منتصف الحنين ..
سأرفض يقينا أن تضمني اليك ..
أو أتوسد ذراعك ..
و نشعل وقود الثرثرة
حتي تتورد ابتساماتنا ..
فمنذ ترملت احلامي
و تجافى الفرح عن معاقله العتيقة
و ضمن الخذلان كل عطاء مجحود
وأنا مدينة للحزن بالزهد في كل شيء ..
دعني يا صديقي اعيش عمرا أخرس
أشتت الوقت ..
كي أزاول النسيان زمنا ..
و أتابط الرحيل كغنيمة حرب .!
كلما تلعثم القلب..
و ترنح الصمت ..
فعلى كتف الايام تمرغت أجمل امنياتي يأسا
فلا تلمني ان اكتمل نصاب الغياب ..