سلسلة أسباب الفوز بستر الله جل جلاله (1)(2)
سلسلة أسباب الفوز بستر الله جل جلاله (الأولى)
جعلنا الله وإياكم مستورين في الدنيا والآخرة، عن عطاء عن يعلى بن أمية رضي الله عنه أن رسول الله رأى رجلًا يغتسل بالبراز؛ (أي: بالخلاء)، فصعِد المنبر فحمِد الله وأثنى عليه، وقال: «إِن اللهَ عَز وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالستْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ»؛ (رواه النسائي وصححه الألباني، صحيح الجامع: 1756).
قال ابن القيم (القصيدة النونية:189):
وهو الحَيِيُّ فَلَيسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ
عندَ التجَاهُرِ مِنْهُ بالعِصْيَانِ
لَكِنَّهُ يُلْقِي عَلَيْهِ سِتْرَهُ
فَهْوَ السِّتِيرُ وصَاحِبُ الغُفْرَانِ
سلسلة أسباب الفوز بستر الله جل جلاله (2)
من صفات الله الستر
والسَّتر: صفة ثابتة لله تعالى بالسُّنة النبوية الصحيحة، فعن يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ رضي الله عنـه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل حليمٌ، حييٌّ سِتِّير، يُحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدُكم فليَستتر»؛ (رواه أحمد وصححه الألباني).
و"السِّتير" معناه: أنه يُحب الستر والصَّون لعباده ولا يَفضَحهم، كما أنه يُحب مِنْ عباده الستر على أنفسهم والابتعادَ عما يَشينهم.
والله عز وجل يُحب السترَ، ويأمُر بستر العورات، وهذا من كمال رحمته وفضله وعظيمِها، فإنه سبحانه وتعالى يستُر عباده فلا يفضَحهم بما ارتكبُوا من معاصٍ وسيئات، وسترُه سبحانه على عباده لا يقتصر على الدنيا فقط، بل يشمل الدنيا والآخرة؛ قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20]
سلسلة أسباب الفوز بستر الله جل جلاله (الثالثة)
آثار الإيمان بهذا الاسم (الستير)
أن الله تعالى ستِّير يُحبُّ السترَ والصون، فيستُر على عباده الكثيرَ من الذنوب والمعاصي؛ روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدنْيَا إلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ"، جعَلني الله وإياكم في سترٍ وعافية
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|