فيني شموخ الخيل وعزه ومهابه, فيني طموح الطير في علوه وارتفاعه ..~

لم تُدرك بعد ..
كم أنا متيّمة بسكناك ..
أقتفي في الوجود أثر رضاك ..
وأدّخر لأجلك من دم الشمس
كل يوم مايقيك زمهرير الوحدة ؛
وظلام مايُخفيه القدر !!

سألقم فاه وجعي حجراً ليصمت قليلاً
وسأغلق الباب في وجه كل طارق يأتيني به
لأكون معي فقط ..
فكم اشتقت إلي ..
وكم أحن لوحدتي ..

ضاق صدر المكان علي رغم اتساعه
بت لا أجدني بين جدرانه
وكم أخشى أن أختنق !!
ماكنت يوماً سوى روحاً ..
تحلق في المدى ..
لا أيادٍ تطفيء ..
هالة النور التي تغفو حولي .
ولا قيود تقتل حريتي ..
وتقض مضجع الحلم ..
لكنني سأبقى رغم كل شيء
قوية لا أعبأ بأحد
ولا ألتفت خلفي
لأكمل طريقي ..
فأنا ماكنت يوماً أخشى الظلام !!

ماذا إن بقي الحظ أزمنة
واقفاً في المنتصف ..!!
ماذا إن حط رحاله بروح تنتظر مجيئه
منذ ألف خيبة وتزيد ..!!
ماذا إن أقبل العيد
واستلقى دون خوف ..
على راحة قلبين
لا يملان سوى الانتظار !!

أولم أخبرك ياقلبي ..
أن كل شيء يسير متجهاً ..
الى طريقه القديم !!
فكما أن للحزن عمر ونهاية
فالسعادة لها عمر أقصر ..
ولكن ..
نهايتها أكثر إيذاءً ووحشيّة ..
لذا دع عنك النظر للشروق على أنه ؛
هو الميلاد لكل ماتنتظر !!
فكل شيء تحبه سيهوي للمغيب
ككل أمل تمسكت به
وكسرتك أيادي اليأس .
قلبي ..
اياك أن تبتسم فجروحك ؛
تفتح أفواهها عند الابتسام
لتنزف من جديد ..
ولا أملك ..
سوى النظر اليك بأسىً ؛
والبكاء دون صوت ..

تُرى ماكان ذلك !!
هل كان مسّاً يسلب الراحة ..
من قلب منعّمٍ بغفلة ووسن !
هل كان إفشاءً لسرٍ بات ليلةً ببئر؛
ٍوعندما استفاق جُن!
هل كان بعثرة لرفات حلم ..
كَبُرَ قبل أوانه ففارق الجفن!
أم أنه ضياع أبى الا أن يحملني
لأزور مرافيء الشجن!
أخلّد الذكرى وأحيا على
شفا حفرة من جحيم يئن..

سأخطفك هذه الليلة ياقمري ..
لأكتمل بقربك ..
ولأستعيد بنورك شغفي إليك
ها أنذا أملأ بك برواز عينيّ
وأمد بيننا أسباب الوصل
لتلتقي روحانا ..
فكن بي حفيّاً كما عهدتك ..
وايقظ فرحة تلك الأماني الغافيات .

في الحب ..
نقسو على أنفسنا ..
عندما نعتاد السكنى ..
خلف أسوار الانتظار ..
وقلوبنا معلّقة
على أحرف إلتفاتة ..
تثير شغف النبض ..

عندما يحاول الفرح المجيء ..
فنغلق النوافذ دونه ..
خشية أن يكون من أحببنا ..
تحت وطأة نقيضه !!

وعندما نقول ..
أن غداً أجمل ؛
ونحن نعي تماماً ..
أنه لن يكون كذلك ..
مادمنا غارقين ؛
في بحر ماضٍ قضى !!

كالمطر أنت ..
وكم أشتهي فيك الغرق

سأسكنك حلماً ربيعيّاً فاتناً
ينسيك الجفاف والخواء والتعب
سآتيك كغيمة تروي جدب أيامك
بلذة تنسيك كمّ العناء والوصب
سأكون بك مداراً ولك بدراً
يستقي نوره من سناك المرتقب
وستكون بي مغرماً توّاقاً
أهديك االسكون حيناً
وحيناً سأهديك الشغب .