كيف لنا ان نستفيد من الذكر

كيف لنا ان نستفيد من الذكر في ايقاظ الايمان وعودة الحياه الى القلب؟ يقول ابن القيم:فالذكر اما انه بالقلب واللسان تارة وذلك افضل الذكر وبالقلب وحده تارة وهي الدرجه الثانيه وباللسان وحده تارة وهي الدرجه الثالثه. فافضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان وانما كان ذكر القلب وحده افضل من ذكر اللسان وحده لان ذكر القلب يثمر المعرفه ويهيج المحبه ويثير الحياة ويبعث على المخافه ويدعو الى المراقبه ويزع عن التقصير في الطاعات والتهاون في المعاصي والسيئات وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئا من هذه الاثار وان اثمر شيئا منها فثمره ضعيقه. ان مواطأةالقلب للسان في الذكر امر شاق على امثالنا فما منا من احد الا ويشكو عدم القدرة على ذلك. وهذا الامر ليس بايدينا لان الذكر يكشف حجم الايمان في القلوب فمهما حالنا تكلف الخشوع وحضور القلب معه الا اننا بعد فترة قصيرة نكتشف ان اللسان في واد والقلب في واد آخر. فالذكر يخرج ما في القلب من معاني العبوديه لله وبقدرها تكون المواطأة بينه وبين اللسان فكما يقول ابن القيم:القلوب كالقدور والالسنة مغارفها. فالبداية اذن تكون في غرس تلك المعاني في القلوب من خوف وهيبه وتعظيم ورجاء ومحبه وانابه وخضوع وفقر وانكسار لله عز وجل. والطريق الى زيادة هذه المعارف في القلوب يبدأ بكثرة التفكر...التفكر في القران وما فيه من ايات مقروءةه والتفكر في الكون وما فيه من ايات منظوره.يقول تعالى: "ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الالباب*الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار" ففي هذه الايات المباركات يحثنا الله عز وجل على النظر في ملكوت السماوات والارض والتفكر في عظيم خلقه هذا التفكر عندما يقترن بالذكر فانه يحدث في القلب مزيدا من الخشية والانابه"سبحانك فقنا عذاب النار" لقد امرنا رسولنا الحبيب عليه السلام بتدبر هذه الايات جيدا والعمل بها فعن عائشه رضي الله عنها انها قالت:لما نزلت هذه الايه على النبي(ص)قام يصلي فأتاه بلال يؤذنه بالصلاه فرآه يبكي فقال:يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تاخر فقال:"يا بلال افلا اكون عبدا شكورا ومالي لا ابكي وقد نزل عليّ الليله (ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الالباب)ثم قال: ويل لمن فرأ هذه الايات ثم لم يتفكر بها". يقول القرطبي:قال العلماء:يستحب لمن انتبه من نومه ان يمسح على وجهه ويستفتح قيامه بقراءة هذه العشر ايات اقتداءا بالنبي(ص)ثم يصلي ما كتب له فيجمع بين التفكر والعمل ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما انه بات عند خالته ميمونه وفيه:فقام رسول الله (ص)فمسح النوم عن وجهه ثم قرا الايات العشر الخواتم من سورة آل عمران وقام الى شن معلق فتوضأ وضوءا خفيفا ثم صلى ثلاث عشرة ركعه...الحديث. فانظروا رحمكم الله الى جمعه بين التفكر في المخلوقات ثم اقباله عاى صلاته بعده. دمتم برعاية الرحمن